• الأزمة العراقية قد ترفع أسعار تذاكر الطيران4 بالمائة عالميا

    25/06/2014

    ​الوقود يشكل 30-40 % من تكلفة الرحلات
     الأزمة العراقية قد ترفع أسعار تذاكر الطيران 4 % عالميا
     

    يتوقع عدد من العاملين في مجال السياحة أن تشهد أسعار تذاكر السفر ارتفاعاً هذا الصيف. "رويترز"
     
     
     

    امتد القتال وأعمال العنف التي تشهدها العراق إلى بريطانيا. لكنها لم تمتد بشكل عمليات إرهابية، وإنما في شكل خسائر اقتصادية لشركات الطيران المحلية.
    فشركات طيران مثل "إيزي جت" و"اي ايه جي" و"تي يو آي" عانت من تراجع في أسعار أسهمها في البورصة البريطانية جراء أحداث العراق. أول الخسائر نجمت عن ارتفاع أسعار خام برنت بشكل حاد مع اندلاع القتال قبل نحو أسبوعين.
    ومع تواصل أعمال العنف أخذت أسعار النفط وتحديداً وقود الطائرات في الارتفاع لتصل إلى قرابة 115 دولارا للبرميل.
    وقال لـ"الاقتصادية" سيمون نايت نائب المدير التنفيذي لشركة "إيزي جيت" قائلاً: "تقليدياً الربع الثاني من العام يكون غالباً سيئاً بالنسبة لأداء شركات الطيران، فالعام الدراسي لا يزال متواصلا في المدارس والجامعات، ومن ثم فإن الطلب على الرحلات الخارجية يكون عادة منخفضاً، والميزانية العامة للشركات تبنى على هذا الأساس، ومن ثم نعمل على خفض التكاليف خلال تلك الفترة، ولكن مع الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط، جراء انفجار الوضع الداخلي في العراق، ارتفعت تكلفة الرحلات بينما ظل الطلب على انخفاضه، وانعكس كل ذلك بشدة على هامش الأرباح المنخفض نسبياً جراء المنافسة الحادة والتخفيضات التي تقدمها شركات الطيران المماثلة".
    ويضيف: "توقعاتنا الآن قائمة على أساس زيادة أسعار النفط بنسبة 4 في المائة، فإذا أخذنا في الحسبان أن الوقود يمثل بين 4-3 في المائة من تكلفة رحلات الطيران، فإننا بسهولة نستطيع قياس حجم الخسائر التي تعرضنا لها".
    وكانت شركات الطيران المحلية في بريطانيا قد استهلكت خلال العام الماضي نحو 5.5 مليون طن من وقود الطيران "ATF"، وخلال النصف الأول من العام ارتفعت فاتورة الإنفاق على الوقود لدى شركات الطيران البريطانية الصغيرة بنحو 2.6 في المائة. ويتوقع عدد من العاملين في مجال السياحة أن تشهد أسعار تذاكر السفر ارتفاعاً هذا الصيف.
    ولـ"الاقتصادية" يعلق باول سيلفين الخبير في المجال السياحي قائلاً: "الأمر برمته سيعتمد على مدى استمرار الأعمال القتالية الجارية في العراق، وإلى أي مدى سيتسع نطاقها، وتأثير ذلك على أسواق وأسعار النفط العالمية، فإذا تواصلت الأزمة كما هو متوقع، فلن يكون أمام شركات الطيران من وسيلة للتعامل مع الارتفاع في أسعار الوقود إلا برفع أسعار تذاكر الطيران".
    وحول نسبة الزيادة المتوقعة فإن باول سيلفين يعتقد أنها ستتراوح بين 4-3 في المائة، وسيتضح ذلك خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة".
    وإذ تتوقع شركات الطيران البريطانية مزيدا من الارتفاع في أسعار النفط جراء الاقتتال في العراق، فإن تهديداً آخر يلوح في الأفق فيظل التحسن في مستوى الأداء الصناعي في الصين، فالترجمة العملية لذلك تتمثل في زيادة الطلب الصيني على النفط لتشغيل المزيد من الوحدات الإنتاجية، ويشير التقرير الصادر عن بنك "إتش إس بي سي" إلى توسع في الأنشطة الإنتاجية الصناعية الصينية لأول مرة هذا العام.
    ويعلق خليل حسن الخبير العربي في شؤون النفط قائلاً: "أغلب التوقعات تشير إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد ارتفاعاً في أسعار النفط في الأسواق العالمية، فالعراق ينتج حالياً قرابة 3 مليون برميل يومياً، وحتى الآن لا يمكننا القول بأن هناك انخفاضاً حقيقياً في إمدادات النفط العالمية، كما أن المملكة العربية السعودية يمكنها بسهولة تعويض النقص الناجم عن اضطرابات العراق، لكن تواصل الأزمة واستفحالها إضافة إلى تدهور الأوضاع في ليبيا من جانب، وزيادة الطلب الصيني من جانب آخر قد يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار النفط ومشتقاته".
    ويضيف: "لكن من غير المتوقع أن تتجاوز الزيادة 6-5 في المائة".
    ومع هذا فإن البعض يعتقد أن شركات الطيران البريطانية تبالغ في تأثير الوضع العراقي عليها لتجد مبرراً لرفع أسعار تذاكر الطيران خلال الأسابيع المقبلة، فارتفاع أسعار النفط تزامن أيضاً مع ارتفاع أسعار الاسترليني في مواجهة العملات الدولية الأخرى، وهو ما يجعل الشركات البريطانية في وضع نسبي أفضل مقارنة بنظيرتها الأوروبية أو الأمريكية عند شراء احتياجاتها من الوقود.
    وعلى الرغم من إقرار الاقتصاديين بأن هناك ارتفاعاً في أسعار النفط ومشتقاته ومن بينها وقود الطائرات، فإن الرغبة الدائمة لشركات الطيران في تحويل كل زيادة في أسعار الوقود إلى المستهلك عبر رفع الأسعار يظهر بشكل جلي عدم رغبتها في التراجع عن معدلاتها الربحية الراهنة.
     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية